الصفة العاشرة اليمين قال تعالى * (والسماوات مطويات بيمينه) * وتأويلها بالقدرة التامة ظاهرة الصفة الحادية عشرة التكوين أثبته الحنفية صفة زائدة على السبع المشهورة أخذا من قوله تعالى * (كن فيكون) * فقد جعل قوله كن متقدما على كون الحادثات أعني وجودها والمراد به التكوين والإيجاد والتخليق قالوا وإنه غير القدرة لأن القدرة أثرها الصحة والصحة لا تستلزم الكون فلا يكون الكون أثرا للقدرة وأثر التكوين هو الكون الجواب إن الصحة هي الإمكان وإنه للممكن ذاتي فلا يصلح أثرا للقدرة لأن ما بالذات لا يعلل بالغير بل به أي بإمكان الشيء في نفسه تعلل المقدورية فيقال هذا مقدور لأنه ممكن وذلك غير مقدور لأنه واجب أو ممتنع فإذن أثر القدرة هو الكون أي كون المقدور وجوده لا صحته وإمكانه فاستغنى عن إثبات صفة أخرى كذلك أي يكون أثرها الكون فإن قيل المراد بالصحة التي جعلناها أثرا للقدرة هو صحة الفعل بمعنى التأثير والإيجاد من الفاعل لا صحة المفعول في نفسه وهذه الصحة هي إمكانه الذاتي الذي لا يمكن تعليله بغيره وأما الصحة الأولى فهي بالقياس إلى الفاعل ومعللة بالقدرة فإن القدرة هي الصفة التي باعتبارها يصح من الفاعل طرفا الفعل والترك على سواء من الشيء المقدور له فلا يحصل بها منه أحدهما بعينه بل لا بد في حصوله من صفة أخرى متعلقة به أي بذلك الطرف وحده فتلك الصفة هي التكوين قلنا كل منهما أي من ذينك الطرفين يصلح أثرا لها أي للقدرة
(١٥٥)