المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٦٠
قولهم * (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) * وإلا لم يصدقوه في الجواب وأما ثانيا فلأنهم لم يروا إلا أن أخذتهم الصاعقة وليس في ذلك ما يدل على امتناع ما طلبوه بل ذلك لقصدهم إعجاز موسى تعنتا فأظهر الله ما يدل على صدقه معجزا الرابع إنه سألها وإن علم استحالتها ليتأكد دليل العقل بدليل السمع فعل إبراهيم حين قال * (أرني كيف تحيي الموتى) * قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي والجواب إن العلم لا يقبل التفاوت ولذلك يؤول قول الخليل بما يضعف وبما يقوى مع أنه كان يمكنه ذلك من غير ارتكاب سؤال ما لا يمكن الخامس إنه قد لا يعلم امتناع الرؤية ولا يضر مع العلم بالوحدانية أو السؤال صغيره لا يمتنع على الأنبياء والجواب التزام أن النبي المصطفى بالتكليم في معرفة الله تعالى وما يحوز عليه ويمتنع دون آحاد المعتزلة ومن حصل طرفا من علم الكلام هي البدعة الشنعاء واحتجاجنا بلزوم العبث وهو مما ننزه عنه من له أدنى تمييز فضلا عن الأنبياء كيف ومثل هذا التجاسر على الله تعالى لا يعد من الصغائر وفي جوازها من الأنبياء ما سيأتي وأما على الثاني فمن وجهين الأول إنه علق الرؤية على استقرار الجبل إما حال سكونه أو حركته الأول ممنوع والثاني مسلم بيانه أنه لو علقه عليه حال سكونه لزم وجود الرؤية فإذا قد علقه عليه حال حركته ولا خفاء أن الاستقرار حال الحركة محال والجواب إنه علقه على استقرار الجبل من حيث هو من غير قيد
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»