المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٦٦
الأول لا نسلم أن إلى صلة بل واحد الآلاء فمعنى الآية نعمة ربها منتظرة ومنه قول الشاعر (أبيض لا يرهب النزال ولا * يقطع رحما ولا يخون إلى) والجواب أن انتظار النعمة غم ومن ثمة قيل الانتظار الموت الأحمر فلا يصح الإخبار به بشارة الثاني أن النظر الموصول بإلى قد جاء للانتظار قال الشاعر (وشعث ينظرون إلى بلال * كما نظر الظماء حيا الغمام) وقال (وجوه ناظرات يوم بدر * إلى الرحمن يأتي بالفلاح) وقال (كل الخلائق ينظرون سجاله * نظر الحجيج إلى طلوع هلال) والجواب لا نسلم أن النظر ههنا للانتظار ففي الأول أي يرون بلالا كما يرى الظماء ماء ولا يمتنع حمل النظر المطلق على الرؤية إنما الممتنع حمل الموصول بإلى على غيرها وفي الثاني أي ناظرات إلى جهة الله وهي العلو في العرف ولذلك ترفع إليه الأيدي في الدعاء أو إلى آثاره من الضرب والطعن وفي الثالث أي يرون سجاله ويجوز المجرد للرؤية آنفا وإن سلم مجيئه مع إلى للانتظار فلا إذ لا يصلح بشارة لما مر الثالث إن النظر مع إلى لتقليب الحدقة يقال نظرت إلى الهلال فما رأيته ولم أزل أنظر إلى الهلال حتى رأيته وانظر كيف ينظر فلان إلي
(١٦٦)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الهلال (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»