(فلما علونا واستوينا عليهم * تركناهم صرعى لنسر وطائر) أي استولينا لا يقال الاستواء بمعنى الاستيلاء يشعر بالاضطراب والمقاومة والمغالبة أي يشعر بسبق هذه الأمور التي تستحيل في حقه تعالى وأيضا لا فائدة لتخصيص العرش لأن استيلاءه يعم الكل لأنا نجيب عن الأول بمنع الإشعار ألا ترى أن الغالب لا يشعر به كما في قوله تعالى * (والله غالب على أمره) * نعم ربما يفهم سبق تلك الأمور من خصوصية من أسند إليه الاستيلاء في أمر مخصوص وعن الثاني بأن الفائدة هي الإشعار بالأعلى على الأدنى إذ مقرر في الأوهام أن العرش أعظم الخلق فإن استولى عليه كان مستوليا على غيره قطعا وهذا عكس ما هو المشهور من التنبيه بالأدنى على الأعلى وكلاهما صواب فإنه كما يفهم من حكم الأدنى حكم الأعلى إذا كان به أولى كذلك يفهم عكسه إذا كان الأدنى بالحكم أولى وقيل هو أي الاستواء ههنا القصد فيعود إلى صفة الإرادة نحو قوله تعالى * (ثم استوى إلى السماء) * أي قصد إليها وهو بعيد إذ ذلك تعدى ب إلى كالقصد دون على كاستيلاء وذهب الشيخ في أحد قوليه إلى أنه أي الاستواء صفة زائدة ليست عائدة إلى الصفات السابقة وإن لم نعلمها بعينها ولم يقم دليل عليه ولا يجوز التعويل في إثباته على الظواهر من الآيات والأحاديث مع قيام الاحتمال المذكور وهو أن يراد به الاستيلاء أو القصد على ضعف فالحق التوقف مع القطع بأنه أوليس كاستواء الأجسام الصفة الرابعة الوجه قال تعالى * (ويبقى وجه ربك) * " كل
(١٥١)