المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٥٢
شيء هالك إلا وجهه) أثبته الشيخ في أحد قوليه وأبو إسحاق الإسفرايني والسلف صفة ثبوتية زائدة على ما مر من الصفات وقال في قول آخر ووافقه القاضي إنه الوجود وهو كما قبله أعني الاستواء في عدم القاطع وعدم جواز التعويل على الظواهر مع قيام الاحتمال تنبيه الوجه وضع في اللغة للجارحة المخصوصة حقيقة ولا يجوز إرادتها في حقه تعالى ولم يوضع لصفة أخرى مجهولة لنا بل لا يجوز وضعه لما لا يعقله المخاطب إذ المقصود من الأوضاع تفهيم المعاني فتعين المجاز والتجور به عما يعقل وثبت بالدليل متعين وهو أن يتجوز به عن الذات وجميع الصفات فإن الباقي هو ذاته تعالى مع مجموع صفاته وما سواه هالك غير باق الصفة الخامسة اليد قال الله تعالى * (يد الله فوق أيديهم) * * (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) * فأثبت الشيخ صفتين ثبوتيتين زائدتين على الذات وسائر الصفات لكن لا بمعنى الجارحتين وعليه السلف وإليه ميل القاضي في بعض كتبه وقال الأكثر إنهما مجاز عن القدرة فإنه شائع وخلقته بيدي أي بقدرة كاملة ولم يرد بقدرتين وتخصيص خلق آدم بذلك مع أن الكل مخلوق بقدرته تعالى تشريف وتكريم له كما أضاف الكعبة إلى نفسه في قوله * (أن طهرا بيتي) * للتشريف مع أنه مالك للمخلوقات كلها وكما خصص المؤمنين بالعبودية لذلك في قوله * (إن عبادي أوليس لك عليهم سلطان) * وقالت المعتزلة بأن اليد مجاز عن القادرية بناء على أصلهم الذي
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»