وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المسجد قومنا لما رأونا أمنا بالله وبرسوله رفضونا وآلوا على أنفسهم ان لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فقال لهم النبي (ص): إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو راكعون. ثم إن النبي (ص) خرج إلى المسجد وأناس من بين قائم وراكع وجالس فبصر سائل فقال له النبي (ص): هل أعطاك أحد شيئا قال: نعم خاتم من ذهب (1) فقال من أعطاك قال: ذلك القائم وأومأ بيده إلى علي فقال النبي (ص): على أي حال أعطاك قال: أعطاني وهو راكع فكبر النبي (ص) ثم قرأ: ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون فانشأ حسان بن ثابت (رض) يقول:
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهوى ومسارع أيذهب مدحي والمحبين ضايعا * وما المدح في جنب الإله بضايع فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * فدتك نفوس القوم يا خير راكع فأنزل فيك الله خير ولاية * وبينها في محكمات الشرايع (2) وعن انس بن مالك (رض) قال: قعد العباس بن عبد المطلب (رض)