ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (ص) كلهم يرجوا ان يعطاها فقال: أين علي بن أبي طالب قالوا: هو يا رسول الله يشكوا عينيه قال: فأرسلوا إليه فاتي به فبصق رسول الله (ص) في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم أدعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. قال الأمام محي السنة البغوي (رح) هذا حديث صحيح متفق على صحته أخرجه مسلم (1) أيضا عن قتيبة بن سعيد. قوله يدوكون أي يخوضون يقال الناس في دوكة أي في اختلاط وخوض واصله من الدوك. وهو السحق ويسمى صلابة الطيب مداكا يسميها للامر فيه ممن دق شيئا ليستخرج لبه ويعلم باطنه وأراد بحمر النعم حمر الإبل وهي أعزها وأنفسها يريد لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك اجرا وثوابا من حمر النعم فتتصدق بها والله أعلم.
وعن ابن عمر (رض) قال: أتى رجل من الأنصار إلى النبي (ص) فقال: ان اليهود قتلوا أخي فقال: لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فيمكنك من قاتل أخيك فاستشرف لها أبو بكر وعمر أصحاب رسول الله (ص) فبعث إلى علي (رض)