الطهارة والاصطفاء والمحبة والاجتباء المظللين بالعباء، وابذل جهدي فيه بالدعاء للسلطان جمال الدنيا والدين ظل الله في الأرضين وأطرزه بألقابه بالاعزاز والتمكين يبقى ذكره فيه منتشرا في الآفاق مخلدا في بطون الأوراق، واقصر فيه بعض ما يجب له من حقه واشكره كما ينبغي ويلزم من شكره واجعله وسيلة إلى استعطاف عوارفه المألوفة وذريعة إلى اتمام احسانه جريا على شيمة المألوفة فيذكرني بذلك عنده ولا ينساني بعده فاستخرت الله تعالى في ذلك وانشرح له صدري وشرعت في تأليفه لأقابل بعض الاحسان المنعم بشكري وجمعت فيه ما ورد في فضايلهم من الأحاديث مما نقلها العلماء والأئمة منبها على عظم قدرهم وشرفهم وموالاتهم الواجبة على جميع الأمة، فان الله تعالى جعل محبتهم مثمرة السعادات في الأولى والعقبى وأنزل في شأنهم: قل لا أسألكم عليه أجرا الا بالمودة في القربى (1) وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله في وصفهم ومنبها على هذا المعنى في فضلهم:
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر انكم من لم يصل عليكم لا صلوات له (2) ولغيره:
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا تمسك في أخراه بالسبب الأقوى هم القوم فاقوا العالمين مآثرا محاسبهم تجلى وأياتها تروى