وقد كنت لما نويت الرحلة من المدينة النبوية قاصدا حضرته وسدته الرفيعة العلوية ألفت كتاب: الأربعين الصحاح المسمى بغية المرتاح إلى طلب الأرباح ووشحته بألقابه الشريفة وطرزته بدل أياديه المعظمة المنيفة حين انتشر ذكره في الآفاق واشتهر احسانه وتقليده المنن للأعناق واجري الله تعالى ذكره ذكر مدائحه بالسلطنة على لساني وقلمي، حتى اتيت ساعيا منها إليه على راحلتي وقدمي، فكان الغأل على ما جرى وظهر اثر ذلك بين الورى وتشرف السكة والخطبة في الآفاق بذكر السلطان الفاضل الكامل أبي إسحاق خلد الله تعالى ملكه، وجدد على ممر الزمان سعوده وبلغه من خير الدنيا والآخرة مراده ومقصوده انشاء الله، فلما وصلت إلى جنابه الكريم وحللت حماه الرحب العميم الذي هو مجمع الاشراف ومنبع الألطاف ومنجح الوسايل ومعدن الفضايل وشرفت بطلعته الميمونة وقبلت رواحبه وقضيت لمشافهة الدعاء مفترض حقه وواجبه، وجدته بحرا لا ساحل له وألفيته درا لا مثال له فلذت بعد قضاء الله تعالى بجواره والتجأت إلى حضرته الحية وجاره ورجوت بجاهه حصول المقاصد واصلاح الأمر الفاسد، فكان لي أكرم ملاذ وأشرف معاذ اعاذه الله تعالى من الأسواء ومتعه بطول البقاء، فلما رأيت تضاعف مكارمه وترادف مراحمه أحببت ان أذكر شطرا من أياديه واذكر عشرا مما فيه وأضم إلى كتابي الأربعين كتابا آخر في فضايل سيد المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين وفضايل ابن عمه أمير المؤمنين وأمام المتقين علي بن أبي طالب أول من آمن به وصدقه من المؤمنين ومناقب الزهراء البتول فاطمة قرة عين الرسول (ص) ومناقب ولديها السيدين السعيدين الشهيدين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة المخصوصين بشرف أهل
(١٧)