وبعد يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه الراجي العفو عن جرائمه الفادحة وعظيم ذنبه المؤمل شفاعة نبيه محمد (ص) وأهل بيته كرام الأنام المرتجين وصحبه عليهم صلوات الله ما حن واله وحيا الحيا وادي العقيق بمكة: محمد ابن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن الزردني محتد أو نجارا المدني مولدا ودارا الأنصاري نسبا وفخارا المحدث بالحرم الشريف النبوي (ع) أولاه الله تعالى سعادة الدارين ورزقه العمل بما أوتيه من النورين ورحم سلفه وسقى صوب الرحمة والغفران ضريحه، وأنا له بكرمه محض لطفه وصريحه، أني لما خرجت من الأوطان وفارقت الأولاد والاخوان والخلان وبعدت عن المدينة الشريفة المعظمة المنيفة التي هي مسقط رأسي وميلادي، ومهبط نظارة العيش والعمر بين أسرتي وتلادي لضرورة من بوايق الزمان وطوارق الحدثان ساقني القدر المحتوم والرزق المقسوم من تلك التربة إلى كربة الغربة فوصلت إلى (شيراز) حفت بالاكرام والاعزاز في أثناء خمس وأربعين وسبعمائة قاصدا جناب سيدنا ومولانا السلطان الأعظم الاعدل الأكرم الأعلم الأفخم مالك رقاب الأمم ملك ملوك العرب والعجم مولى الأيادي والنعم ومعلي ألوية الجود والكرم الجامع بفضايله وهمته بين رتبتي العلم والعلم، والقامع لأعدائه بسطوته وباستخدام أرباب السيف والقلم، مربي العلماء والموالي مسند مثاني المكارم والمعالي، قبلة ذوي الاقبال وكعبة أولى الآمال الذي فاقت مناقبه الزاخرة العباب، وتاهت مفاخره الدائمة التسكاب عن الحصر والعد والحساب، كهف الإسلام والمسلمين وعون الضعفاء والمساكين، عمدة الملوك والسلاطين ظل الله في الأرضين جمال الدنيا والدين شيخ أبو إسحاق بن الملك السعيد المرحوم المغفور الشهيد شرف الدولة والدين محمود
(١٥)