مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجود ذو مشربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع يخط من صبب وإذا وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس صدرا والينهم عريكة وأكرمهم عشيرة من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته:
لم أر قبله ولا بعده مثله (ص) (1).
وعن حبيش بن خالد وهو أخو عاتكة بنت خالد المعروفة بأم معبد (رض) (2) أن رسول الله (ص) حين أخرج من مكة خرج مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله ابن أريقط الليثي فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة تحيي بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وئموا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله (ص) إلى شاة في كسر الخيمة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم قال: هل بها من لبن قالت: هي أجهد من ذلك قال: أتأذنين لي أن أحلبها قالت بأبي أنت وأمي ان رأيت بها حليبا فاحلبها فدعا بها رسول الله (ص) فمسح ضرعها وسم الله فدعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت فدعا باناء يربض الرهط فحلب بها حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقا أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم أراضوا ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء حتى ملأ الاناء ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها فقل ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزلا