له حتى يفرغ حديثهم حديث أولهم، يضحك مما مما يضحكون ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه ولا يقبل الثناء الا من مكافي ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الحمامة.
قال الحسن: وسألت أبي عن دخول رسول الله (ص) فقال: كان إذا أوى إلى منزله وذكر مثلما تقدم، وقال: كان لا يجلس ولا يقوم الا عن ذكر الله لا يوطن الأماكن وينهي عن ايطانها وقال: لا يحسب أحد من جلسائه ان أحدا أكرم منه من جالسه أو قاومه لحاجة صابرة حتى يكون هو المنصرف. وقال: ولا تؤبن فيه الحرم ولا تثني فلتأته معتدلين يتواصون فيه بالتقوي، وقال: قد ترك نفسه من ثلاث المراد والاكثار ومالا يعنيه وزاد في آخره قال: فسألته كيف كان سكوته قال: كان سكوت رسول الله (ص) على أربع الحلم والحذر والتقدير والتفكير أما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع من الناس، وأما التفكير ففيما يبقى ويفني وجمع له الحلم والصبر فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربعة اخذه بالحسن ليقتدي به وتركه القبيح لينهي عنه واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما هو خير لهم فيما يجمع لهم خير الدنيا والآخرة. ووصف علي (رض) رسول الله (ص) فقال: لم يكن بالطويل الممغط يروى بالعين والغين ولا بالقصير المتردد، كان ربعة من القوم لم يكد بالجعد القطط ولا بالبسط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم وكان في وجهه تدوير أبيض