وما الدين إلا دين جدهم الذي به * [101] أصدروا في العالمين وأوردوا / فصل ومن نادر الاتفاق، السائر في الآفاق، أن قتل يوم عاشوراء ابن زياد، وهي من خارقات الاعتياد (1). أوجده ابن الأشتر (2) فقده، حين ضربه في المعترك فقده. ثم أحرق جثته الخبيثة وأذهب عبيته (3) القديمة والحديثة.
واتفاق آخر - في ذلك المقام الأهول، لا يتأخر في الغرابة عن [102] رتبة الأول - هو أن دخل برأسه على ابن الحسين (4) / وهو يتغدى، في أخذه بما كان يحيف ويتعدى. فلما رآه قال: سبحان الله! ما اغتر بالدنيا إلا من ليس في عنقه نعمة! لقد أدخل رأس أبي عبد الله (5) على ابن زياد وهو يتغدى أليس عجيبا؟ إن ذا لعجيب!