درر السمط في خبر السبط - ابن الأبار - الصفحة ٢٠
حياته العلمية لقد تهيأ لابن الأبار مناخ ثقافي ثر، فولج باب العلم فاغترف من ثبج بحر زاخر وشؤبوب غمام ماطر. لا سيما وأن أباه قد حرص على تهيئة ابنه تهيئة علمية، وتنشئته نشأة دينية، فوجهه نحو الدين وعلومه، وحرص أن يأخذ الإجازة من بعض الشيوخ لابنه الطفل.
يقول ابن الأبار: إن القاضي أبا بكر بن أبي جمرة أجاز والده عبد الله بن الأبار وأجازه هو معه مرتين إحداهما في غرة 597 والثانية في ذي القعدة من العام ذاته وابن الأبار الابن وقتها ابن عامين. وقرأ ابن الأبار الابن عن والده القرآن بقراءة نافع مرارا وسمع منه أخبارا وأشعارا. وكان الوالد يمتحن حفظ ابنه لما يتلقاه من علوم. وناول الأب الابن جميع كتبه وشاركه في أكثر من روى عنهم (1).
والناظر في شيوخ ابن الأبار والعلوم التي أخذها عنهم والفنون التي صنف فيها يدرك الشأو الذي بلغه في العلم في المغرب الإسلامي، مما يدعو إلى القول بأنه كان في منزلة رجال الكمال في عصره.
لقد أخذ ابن الأبار عن أكثر شيوخ عصره، مغاربة ومشارقة، قراءة أو سماعا أو إجازة. " ولم يزل يسمع العلم ويتلقاه عن الكبير

(1) انظر ترجمة ابن الأبار الأب في التكملة رقم 1441.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست