شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٥
وقال سهل بن هارون دخل قطرب النحوي على المخلوع (1) فقال يا أمير المؤمنين كانت عدتك ارفع من جائزتك وهو - يتبسم - فاغتاظ الفضل [بن الربيع] (2) فقلت له: إن هذا من الحصر والضعف، وليس من الجلد والقوة، اما تراه يفتل أصابعه ويرشح جبينه (3).
ودخل معبد بن طوق العنبري على بعض الامراء، فتكلم وهو قائم فأحسن، فلما جلس تلهيع (4) في كلامه، فقال له ما أظرفك قائما، وأموقك (5) قاعدا! قال:
إني إذا قمت جددت، وإذا قعدت هزلت، فقال ما أحسن ما خرجت منها. (6).
* * * وكان عمرو بن الأهتم المنقري والزبرقان بن بدر عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فسأل عليه السلام عمرا عن الزبرقان فقال: يا رسول الله; انه لمانع لحوزته، مطاع في أدانيه (7)، فقال الزبرقان: حسدني يا رسول الله فقال عمرو: يا رسول الله، انه لزمر المروءة، (8) ضيق العطن، لئيم الخال. فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى وجه عمرو، فقال: يا رسول الله; رضيت فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمت، وما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى فقال عليه السلام إن من البيان لسحرا (9).
وقال خالد بن صفوان ما الانسان لولا اللسان الا صوره ممثلة أو بهيمة مهملة.

(1) الخليفة المخلوع هو الأمين.
(2) من البيان والتبيين.
(3) البيان والتبيين 1: 346.
(4) تلهيع: أفرط وفي البيان " تتعتع ".
(5) اللسان: " أموتك ".
(6) البيان والتبيين 1: 348 واللسان 10: 203.
(7) الميداني: " أدنيه ".
(8) زمر المروءة: قليلها.
(9) الميدان 1: 7.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317