الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٧ - الصفحة ٢٠٥
وقال أبو داود لم يتابع عليه عبد الرزاق عن معمر قال أبو عمر وقال فيه بن أبي ذئب عن بن شهاب انه بلغه ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت فيه وذكر مثل حديث مالك سواء الا انه لم يذكر حرام بن سعد بن محيصة ولا غيره ورواه بن جريج عن بن شهاب قال حدثني أبو امامة بن سهل [بن حنيف ان ناقة دخلت في حائط قوم فأفسدت فيه فذهب أهل الحائط إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (على أهل الأموال حفظ أموالهم نهارا) فجعل الحديث لابن شهاب عن أبي امامة بن سهل] ولم يذكر ان الناقة كانت للبراء وجائز ان يكون الحديث عند بن شهاب عن بن محيصة وعن سعيد بن المسيب وعن أبي امامة والله أعلم [فحدث به من شاء منهم على ما حضره وكلهم ثقات اثبات] وعلى أي حال كان فالحديث من مراسيل الثقات لان جميعهم ثقة وهو حديث تلقاه أهل الحجاز وطائفة من أهل العراق بالقبول والعمل وهو موافق لما نصه الله - عز وجل - في كتابه عن * (داود وسليمان إذ يحكمان في الحرث) * [الأنبياء 78] وامر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقتدي بهما فيمن امره بالاقتداء بهم من أنبيائه بقوله تبارك اسمه * (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) * [الانعام 90] وقال تبارك وتعالى " ودود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما " [الأنبياء 78 79] ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القران ولغة أهل العرب ان النفش لا يكون الا بالليل وذكر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال النفش بالليل والهمل بالنهار قال وأخبرنا معمر عن قتادة عن الشعبي ان شاة وقعت في غزل حائك واختصموا إلى شريح فقال الشعبي انظروا فإنه سيسالهم اليلا وقعت فيه أم نهارا ففعل ثم قال إن كان بالليل ضمن وان كان بالنهار لم يضمن ثم قرا شريح * (إذ نفشت فيه غنم القوم) * [الأنبياء 78] وقال النفش بالليل والهمل بالنهار قال وقال معمر وبن جريج بلغنا ان حرثهم كان عنبا
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»