وفي كل ذلك دلالة لمن آمن بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على جواز تعذيب من انتقضت بنيته في رؤيتنا أو صار رميما في أعيننا عذابا يسمعه من أراد الله سبحانه أن يسمعه دون من لم يرد، ويشاهده من أراد الله تعالى أن يشاهده دون من لم يرده، فقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصوات من يعذب منهم ولم يسمعها من كان معه من أصحابه، ورأى حين صلى صلاة الخسوف من يجر قصبه في النار ومن يعذب في السرقة، والمرأة التي كانت تعذب في الهرة، وقد صاروا في قبورهم رميما في أعين أهل زمانه، ولم ير من صلى معه من ذلك ما رأى، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خبر صحيح عنه في منامه - ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي - جماعة يعذبون في مواقع متفرقة في جرائم مختلفة ولعلهم صاروا رميما في قبورهم في أعيننا.
97 - وذلك فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه بالطابران ثنا محمد بن أيوب ثنا موسى بن إسماعيل ثنا جرير بن حازم ثنا أبو رجاء عن سمرة بن جندب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: من رأى منكم الليلة رؤيا قال: فإن رأى أحد قصها فيقول ما شاء الله، فسألنا يوما فقال - هل رأى أحد منكم رؤيا قلنا لا، قال: لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى أرض مقدسة، فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد يدخله في شدقه حتى يبلغ قفاه ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا فيعود فيضع الكلوب قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق انطلق فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشرخ به