قال وكنا نعد عمار بن ياسر من خيارنا قال فلما كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى إذا كان من الصفين طعن رجلا في ركبته بالرمح فعثر فانكفأ المغفر عنه فضربته فإذا هو رأس عمار قال يقول مولى لنا أي يد كفتاه قال فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع ثم قتل عمارا حدثنا أحمد بن داود المكي ثنا يحيى بن عمر المؤذن ثنا عبد الله بن كلثوم بن جبر قال سمعت أبي قال كنا عند عنبسة بن سعيد فركبت يوما إلى الحجاج فأتاه رجل يقال له أبو غادية الجهني فقال له عبد الأعلى بن عبد الله قوموا إليه فأنزلوه فقولوا الآن ترجع فخرجنا إليه فقلنا له الآن ترجع فنزل فدخل عبد الأعلى فاستسقى فأتي بماء في قدح زجاج فأبى أن يشرب في الزجاج ثم أتي به في قدح نضار فشرب فقال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرد على أهلي المال فقال راشد بن أبيض وكان معي عند عبد الأعلى أبيمينك هذه فانتهره عبد الأعلى وقال اقتسما له قال وشهدت خطبته يوم العقبة وهو يقول أن دمائكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حتى إذا كان يوم أحيط بعثمان سمعت رجلا وهو يقول ألا لا تقتل هذا فنظرت إليه فإذا هو عمار فلولا من كان خلفه من أصحابه لوطنت بطنه فقلت اللهم أن تشأ أن يلقينيه فلما كان يوم صفين إذا أنا برجل شر يقود كتيبة راجلا فنظرت إلى الدرع فانكسف عن ركبته فأطعنه فإذا هو عمار
(٣٦٤)