ألا أحدثكم بحديث عتبان بن مالك قلنا بلى قال فإنه حدثني أنه ذهب بصرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فلو أتيت منزلي فبوأت لي فيه مسجدا وصليت فيه فاتخذه مسجدا وإن بصري قد ذهب وضعفت عن الخروج إلى المسجد فوعده رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يأتيه فيه فلما كان ذلك اليوم حشك له أصحابه فاجتمعوا في منزلي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعهم يتذاكرون أشد أهل المدينة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعظمهم له عداوة فردوا ذلك إلى مالك بن الدخشم فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم ما يتذاكرون قال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا يا رسول الله إنه صاحب قال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا بلى قال والذي نفسي بيده أداء كان يقولها صادقا من قلبه لا تأكله النار أبدا فقال لي أنس احفظ هذا الحديث فإنه من كنوز العلم فلما أتينا المدينة وجدنا عتبان بن مالك حيا فقلت لأبي هل لك في عتبان تسأله عن الحديث الذي حدثناه محمود عنه فانطلقنا فسألناه عنه فحدثنا حدثنا عبد الله بن علي الجارودي النيسابوري ثنا أحمد بن حفص حدثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن محمود قال إن عتبان بن مالك أصيب بصره في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لا أستطيع أن أصلي معك في مسجدك وإني أحب أن تصلي معي في مسجدي فأتم بصلاتك فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا مالك بن الدخشم فقالوا ذاك كهف المنافقين وملجؤهم الذين يلجأون إليه ومعقلهم
(٢٧)