قال قلت قد خابت حفصة وخسرت أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك إن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد عائشة قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسما آخر قال فجلست حين رايته تبسم قال فرجعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت يا رسول الله ادعو الله أن يوسع على أمتك فإن فارس الروم قد أوسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا ثم قال أفي شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا قال فقلت استغفر الله يا رسول الله فاعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث وكان قال ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله فلما مضت تسع قرة ليلة دخل على عائشة فبدأ بها فقالت له عائشة يا رسول الله إنك قد أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا في تسع وعشرين ليلة عدها فقال الشهر تسع قرة ليلة وكان الشهر تسع وعشرين ليلة
(٤٩٥)