مكة فطفنا بالبيت وبين الصفا والمروة ثم قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال من لم يكن منكم ساق هديا فليحلل وليجعلها عمرة فقلنا حل من ذا يا رسول الله قال الحل كله فواقعنا النساء ولبسنا وتطيبنا بالطيب فقال أناس ما هذا الأمر نأتي عرفة وأيورنا تقطر ما فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام فينا كالمغضب فقال والله لقد علمتم أني أتقاكم ولو علمت أنكم تقولون هذا ما سقت الهدي فاسمحوا بما تأمرون به فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله عمرتنا هذه التي أمرتنا بها ألعامنا هذا أم للأبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل للأبد ذكر السبب الذي من أجله أمرهم صلى الله عليه وسلم بالإحلال ولم يحل هو بنفسه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر عن حفصة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأن الناس حلوا ولم تحل أنت من عمرتك فقال إني لبدت رأسي وقلدت هدي فلا أحل حتى أنحر بساعده
(٢٣٥)