صحيح ابن حبان - ابن حبان - ج ٣ - الصفحة ٢٠٨
الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم رضي الله عنه كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يستغفر ربه جل وعلا في الأحوال على حسب ما وصفناه وقد ورجاله الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولاستغفاره صلى الله عليه وسلم معنيان أحدهما أن الله جل وعلا بعثه معلما لخلقه قولا وفعلا فكان يعلم أمته الاستغفار والدوام عليه لما علم من مقارفتها المآثم في الأحايين باستعمال الاستغفار والمعنى الثاني أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر لنفسه عن تقصير الطاعات لا الذنوب لأن الله جل وعلا عصمه من بين خلقه واستجاب له دعاءه على شيطانه حتى أسلم وذاك أن من خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بطاعة لله عز وجل داوم عليها ولم يقطعها فربما شغل بطاعة عن طاعة حتى فاتته إحداهما كما شغل صلى الله عليه وسلم عن الركعتين اللتين بعد الظهر بوفد تميم حيث كان يقسم فيهم ويحملهم حتى فاتته الركعتان اللتان بعد الظهر فصلاهما بعد العصر ثم دوام عليهما في ذلك الوقت فيما بعد فكان استغفاره صلى الله عليه وسلم لتقصير طاعة أن أخرها عن وقتها من النوافل لاشتغاله بمثلها من الطاعات التي كان في ذلك الوقت أولى من تلك التي كان يواظب عليها لا أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر من ذنوب يرتكبها
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست