ذكر البيان بأن من جالس الذاكرين الله يسعده الله بمجالسته إياهم أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله لائكة فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفون بهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم فيقول ما يقول عبادي فيقولون يكبرونك ويمجدونك ويسبحونك ويحمدونك فيقول هل رأوني فيقولون لا فيقول فكيف لو رأوني فيقولون لو رأوك لكانوا لك أشد عبادة وأكثر تسبيحا وتحميدا وتمجيدا فيقول وما يسألوني قال فيقولون يسألونك الجنة فيقول فهل رأوها فيقولون يسألونك الجنة فيقول فهل رأوها فيقولون لا والله يا رب فيقول فكيف لو رأوها فيقولون لو رأوها كانوا عليها أشد حرصا وأشد طلبا وأعظم فيها رغبة فيقول ومم يتعوذون فيقولون من النار فيقول وهل رأوها فيقولون لا والله يا رب فيقول فكيف لو رأوها فيقولون لو رأوها لكانوا منها أشد فرارا وأشد هربا وأشد خوفا فيقول الله لملائكته أشهدكم أني قد غفرت لهم قال فقال ملك من الملائكة إن
(١٣٩)