كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٨٤
نرى ولا نرى، وأن نكون. بين أطباق الثرى، وأن يعمر أحدنا حتى تبلغ ركبتاه حنكه، ثم يعود فتى. قال: فقال: يا هذا ألا تصف لنا دواء حمى الربع؟ قال: بلى.
قال: أما رأيت تلك الدويبة على الماء كأنها عنكبوت؟ قال بلى. قال: خذها، ثم اشدد على بعض قوائمها خيطا من عهن فشده على عضدك اليسرى، ففعل فكأنما نشط من عقال. قال: فقال الرجل: يا هذا ألا تصف لنا من رجل يريد ما تريد النساء؟
قال: هل ألمت به الرجال: قال: نعم. قال: لو لم يفعل لوصفت لك ".
(111) - حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، أنا هيثم، أنا مجالد، عن الشعبي قال:
" عرض جان لإنسان مرة وكان الذي عرض له مسلم، فعولج فتركه، وتلكم.
فقالوا: هل لديك عن حمى الربع شئ؟ قال: نعم، يعمد إلى ذباب الماء، فيعقد فيه خيط من عهن، ثم يجعل في عضده، فهذا من حمى الربع ".
(112) - حدثني محمد بن عمر بن الحكم الهروي، حدثني الهيثم بن عدي، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الثقفي، عن عبد الملك بن عمير، عن الشعبي، ثنا زياد ابن النضر الحارثي قال:
" كنا في غدير لنا في الجاهلية ومعنا رجل من الحي يقال له عمرو بن مالك ومعه ابنة له شابة رواد، فقال: أي بنية خذي هذه الصحفة فأتي الغدير، فأتيني من مائه، فوافاها عليه جان فاختطفها، فذهب بها، ففقدها أبوها فنادى في الحي، فخرجنا على كل صعب وذلول، وسلكنا كل شعب، ونقب، وطريق فلم نجد لها أثرا، فلما كان في
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست