ومنها ما فتح الله عليه مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب ونزلوا من حصونهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير قتال وهم بنو النضير وأهل حصن الكثيبة من حصون خيبر فإنهم نزلوا إليه أيضا بغير قتال وقاتل غيرهم من أهل خيبر ومن ذلك أيضا فدك قال الله تبارك وتعالى ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير فجعل الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك ما لم يجعله لأحد سواه حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عمرو بن مرزوق قال أخبرني مالك ابن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه سمع عمر ابن الخطاب يصف لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه الأموال وفيما تصرف قال فقال عمر أما قول الله عز وجل ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير خص الله رسوله بخاصة في ذلك لم يخص بها أحدا من الناس فوالله ما استأثر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم ولا أخذها دونكم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يأخذ منها نفقته سنة أو نفقته ونفقة أهله سنة ويجعل ما بقي أسوة المال
(٧٩)