حتى أمسيا، فنزلا قرية أخرى فلم يبيتوهما، ولم يضيفوهما، فأعطاهم الملك الاناء، فقال له: أما من أضافنا فأخذت إناءهم، وأما من لم يضيفنا فأعطيتهم إناء الآخرين، فلن تصحبني، فقال: أما الذي قتلت فإنه شيطان، أراد أن يفتنك، وأما الذين أخذت منهم الاناء فإنهم قوم صالحون، فلم يكن ينبغي لهم، وكان هؤلاء قوم فاسقون فكانوا أحق به، ثم عرج به إلى السماء والرجل ينظر إليه.
19949 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن رجل عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان أن فلانة (1) بنت القاسم وصاحبة لها جاءنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي أيديهما خواتم تدعوها العرب الفتخ (2)، فسألتاه عن شئ، فأخرجت إحداهما يدها فرأى النبي صلى الله عليه وسلم بعض تلك الخواتم، فضرب يدها بعسيب معه من عند الخاتم إلى مسكنها (3)، ثم أعرض عنهما، فقالتا: ما شأنك تعرض عنا؟ فقال: ومالي لا أعرض عنكما وقد ملاتما أيديكما جمرا، ثم جئتما تجلسان (4) أمامي، فقامتا فدخلتا على فاطمة فشكنا إليها ضربة النبي صلى الله عليه وسلم، فأخرجت إليهما فاطمة سلسلة من ذهب، فقالت: أهداها لي أبو حسن، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا معه، ولم تفطن فاطمة لذلك، فسلم من جانب الباب، وكان قبل ذلك .