السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ٤٦
أصبتم ذا السن منكم، وأخطأتم أهل بيت نبيكم، لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان، ولأكلتموها رغدا.
* وأخبرنا عمر بن شبة قال: حدثني محمد بن يحيى، قال: حدثنا غسان بن عبد الحميد، قال: لما أكثر الناس في تخلف علي (عليه السلام)، عن بيعة أبي بكر، واشتد أبو بكر، وعمر عليه في ذلك، خرجت أم مسطح بن أثاثة، فوقفت عند القبر وقالت:
كانت أمور وأبناء وهنبئة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولا تغب * أخبرنا أبو زيد عمر بن شبة قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة، وغضب علي، والزبير، فدخلا بيت فاطمة (عليها السلام) معهما السلاح، فجاء عمر في عصابة، منهم أسيد بن خصير، وسلمة بن سلامة بن وقش، وهما من بني عبد الأشهل، فصاحت فاطمة (عليها السلام) وناشدتهم الله، فأخذوا سيفي علي، والزبير، فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما، ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا، ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم، وقال: إن بيعتي كانت فلتة وقى الله

(١) ابن أبي الحديد ٢: ٤٩.
(٢) أم مسطح، واسمه عوف بن أثاثة بن عباد بن المطلب، وهي بنت أبي دهم بن المطلب بن عبد مناف. وأمها رائطة بنت صخر بن عامر بن كعب. خالة أبي بكر. أسد الغابة ٤: ٣٥٥.
(٣) ابن أبي الحديد ٣: ٤٩.
طبقات ابن سعد ٨: ٢٢٨. الغدير ٧: ٧٩، وقد يعزى البيتان مع أبيات أخرى إلى الصديقة فاطمة سلام الله عليها، وتمامها هكذا:
وكل أصل له قربى ومنزلة * عند الإله على الأذنين مقترب أبدت رجال لنا نجوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الترب تجهمتنا رجال واستخف بنا لما * فقدت وكل الأرض مغتصب وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك ينزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يؤنسنا * فقد فقدت وكل الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صادفنا * لما مضيت وحالت دونك الكتب قال الراوي: فما رأينا يوما أكثر باكية من ذلك اليوم.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست