الدنيا، فوالله ما علمناك إلا صالحا مصلحا، فقال: أما إني لا آسي إلا على ثلاث فعلتهن، وددت أني لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهم، وثلاث وددت أني سألت رسوله الله (صلى الله عليه وآله) عنهن.
فأما الثلاث التي فعلتهن، ووددت أني لم أكن فعلتها، فوددت أني لم أكن كشفت عن بيت فاطمة، وتركته ولو أغلق على حرب، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين، عمر، أو أبو عبيدة، فكان أميرا، وكنت وزيرا، ووددت أني إذا أثبت بالفجاءة لم أكن أحرقته، وكنت قتلته بالحديد أو أطلقته.
وأما الثلاث التي تركتها، ووددت أني فعلتها، فوددت أني يوم أتيت بالأشعث، كنت ضربت عنقه، فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه، ووددت أني حيث وجهت خالدا إلى أهل الردة، أقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون وإلا كتن ردءا لهم، ووددت حيث وجهت خالدا إلى الشام، كنت وجهت عمر إلى العراق، فأكون قد بسطت كلتا يدي، اليمين، والشمال، في سبيل الله.
وأما الثلاث اللواتي وددت أني كنت سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنهن، فوددت أني سألته هذا الأمر فكنا لا ننازعه أهله، وددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب، وددت أني سألته عن ميراث العمة، وابنة الأخت، فإن في نفسي منهما حاجة.
* * * * عن أبي المنذر، هشام بن محمد بن السائب عن أبيه، عن أبي