السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ١٤٢
واجتناب قذف المحصنات حجابا من اللعنة، والاجتناب عن شرب الخمور تنزيها من الرجس، ومجانبة السرقة إيجابا للعفة، والتنزه عن أكل أموال الأيتام والاستيثار بفيئهم إجارة من الظلم، والعدل في الأحكام إيناسا للرعية، والتبري من الشرك إخلاصا للربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، وأطيعوه فيما أمركم به فإنما يخشى الله من عباده العلماء.
ثم قالت (عليها السلام):
أنا فاطمة بنت محمد أقول عودا على بدء، وما أقول ذلك سرفا ولا شططا فاسمعوا إلي بأسماع واعية وقلوب راعية، (ولقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) فإن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم وآخا ابن عمي دون رجالكم، فبلغ الرسالة صادعا بالرسالة ناكبا عن سنن مدرجة المشركين، ضاربا لثجهم آخذا بأكظامهم، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة. يجز الأصنام، وينكت المهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، وحتى تفرى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محصنه، ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين، وفهتم بكلمة الاخلاص مع النفر البيض الخماص (الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) وكنتم على شفا حفرة

(١) سورة فاطر: ٢٨.
(٢) في نسخة: أنا فاطمة وأبي محمد.
(٣) السرف: الجهل - الشطط: البعد عن الحق ومجاوزة الحد في كل شئ.
(٤) سورة التوبة: ٢٨.
(٥) في عبارة: دون آبائكم.
(٦) في رواية: النذارة.
(٧) جذذت الشئ: كسرته وقطعته.
(٨) الهام: رأس كل شئ، وفي نسخة: ويغلق الهام.
(٩) الخماص: بالكسر، تطلق على دقة البطن خلقة وعلى خلوه من الطعام.
(١) سورة الأحزاب: ٣٢ وأجمعت كلمة أئمة التفسير والحديث أن الآية نزلت في علي أمير المؤمنين وفاطمة الصديقة والحسن السبط والحسين الشهيد (عليهم السلام) وهم المراد من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كفاية الطالب: ٥٤. صحيح مسلم ٤: ١٨٨٣.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست