السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ١٤٤
لايحة، أرغبة عنه تريدون، أم بغيره تحكمون (بئس للظالمين بدلا، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
هذا ثم لم تبرحوا رثيا - وقال بعضهم: هذا ولم يرشوا أختها الأريث - أن تسكن نفرتها وميلس قيادها، ثم أخذتم توردن وقدتها، تتهيجون جمرتها، تشربون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمر والضراء، ونصبر منكم على مثل جزى المدى - ووخز السنان في الحشاء ثم أنتم أولاء تزعمون أن لا أرث لي، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، يقول الله جل ثناؤه: (وورث سليمان داود) اختص من خبر يحيى وزكريا إذ قال (رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا) وقال تبارك وتعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) فزعمتم أن لاحظ لي ولا إرث لي من أبيه.
أفحكم الله بآية أخرج أبي منها، أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
أيها معاشر المسلمة أو أبتز ارثيه، أألله أن ترث أباك ولا أرث أبيه، (لقد جئتم شيئا فريا) فدونكها مرحولة محظومة مزمومة تلقاك يوم

(١) سورة آل عمران: ٨٥.
(٢) مثل يضرب لمن يفعل في الباطن شيئا ويظهره غيره.
(٣) الوخز: الطعن لا يكون نافذا.
(٤) سورة النحل: ١٦.
(٥) سورة مريم: ٦.
(٦) سورة النساء: ١١.
(٧) الهاء للسكت وكذا في ما يأتي في قولها: أرثيه.
(٨) سورة المائدة: ٥.
(9) في نسخة: يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا.
(1) الرحل للناقة كالسرج للفرس، والخطام كل ما يوضع في أنفت البعير ليقاد به، والضمير راجع إلى - فدك -.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 » »»
الفهرست