السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ١٤٥
حشرك فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون وما توعدون، (ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم).
ثم التفتت إلى قبر أبيها (صلى الله عليه وآله) متمثلة بقول هند ابنة أثاثة:
قد كان بعدك أنباء وهنبئة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وإبلها واختل قومك لما غبت وانقلبوا أبدت رجال لنا فحوى صدورهم لما قضيت وحالت دونك الترب وزاد في بعض الروايات هنا:
ضاقت علي بلادي بعد ما رحبت وسيم سبطاك خسفا فيه لي نصب فليت قبلك كان الموت صادفنا قوم تمنوا فأعطوا كلما طلبوا تجهمتنا رجال واستخف بنا مذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب قال: فما رأيت باكية وباك منه يومئذ، ثم عدلت إلى مسجد الأنصار فقالت:
يا معشر البقية، ويا عماد الملة، وحصنة الإسلام، ما هذه الفترة في حقي والسنة عن ظلماتي؟ أما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يحفظني ولده، سرعان ما أحدثتم عجلان ذا أهالة، أتزعمون مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخطب جليل استوسع وهنه، واستهتر فتقه، وفقد راتقه، وأظلمت الأرض له، واتأبت لخيرة لله، وخشعت الجبال، وأكدت الآمال وأضيع الحريم، وارملت الحرمة، فتلك نازلة أعلن بها في كتاب الله في قبلتكم - أفنيتكم - ممساكم ومصبحكم هتافا هتافا، ولقلبه ما حلت بأنبياء الله ورسله، (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات

(١) سورة الزمر: ٤.
(2) في بعض النسخ: مذ غبت عنا وكل الإرث قد غصبوا.
(3) أكدت: بخلت.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 » »»
الفهرست