إن الناس يروون أن لك مالا كثيرا، فقال: ما يسوؤني ذاك إن أمير المؤمنين (عليه السلام) مر ذات يوم على ناس شتى من قريش وعليه قميص مخرق، فقالوا: أصبح علي لا مال له، فسمعها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأمر الذي يلي صدقته أن يجمع تمره ولا يبعث إلى إنسان شيئا وأن يوفره ثم قال له: بعه الأول فالأول واجعلها دراهم ثم اجعلها حيث تجعل التمر فاكبسه معه حيث لا يرى، وقال للذي يقوم عليه: إذا دعوت بالتمر فاصعد وانظر المال فاضربه برجلك كأنك لا تعمد الدراهم حتى تنثرها، ثم بعث إلى رجل منهم يدعوهم ثم دعى بالتمر فلما صعد ينزل بالتمر ضرب برجله فنثرت الدراهم فقالوا: ما هذا يا أبا الحسن؟ فقال: هذا مال من لا مال له، ثم أمر بذلك المال فقال:
انظروا أهل كل بيت كنت أبعث إليهم فانظروا ماله وابعثوا إليه (1).
[14459] 26 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن فضال جميعا، عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير قال: بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) أن طلحة والزبير يقولان ليس لعلي مال، قال: فشق ذلك عليه فأمر وكلاءه أن يجمعوا غلته حتى إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلة مائة ألف درهم فنشرت بين يديه فأرسل إلى طلحة والزبير فأتياه فقال لهما: هذا المال والله لي ليس لأحد فيه شيء وكان عندهما مصدقا، قال: فخرجا من عنده وهما يقولان: إن له لمالا (2).
رجال السند ثقات ولكن الرواية مرفوعة.
[14460] 27 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن فضال، وابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أناسا بالمدينة قالوا: ليس للحسن (عليه السلام) مال، فبعث الحسن (عليه السلام) إلى رجل بالمدينة فاستقرض منه ألف درهم وأرسل بها إلى المصدق وقال: هذه صدقة مالنا، فقالوا: