أبدا من لم يخش الله في الغيب ومن لم يرعو عند الشيب ولم يستحي من العيب (1).
ارعوى: كف وارتدع.
[9132] 15 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال: أنشدني الرضا (عليه السلام) لعبد المطلب:
يعيب الناس كلهم زمانا * وما لزماننا عيب سوانا نعيب زماننا والعيب فينا * ولو نطق الزمان بنا هجانا وان الذئب يترك لحم ذئب * ويأكل بعضنا بعضا عيانا لبسنا للخداع مسوك طيب * وويل للغريب إذا أتانا (2) الرواية معتبرة الإسناد.
[9133] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: وإنما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب الذي عاب أخاه وعيره ببلواه! أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما هو أعظم من الذنب الذي عابه به! وكيف يذمه بذنب قد ركب مثله! فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو أعظم منه. وأيم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجراءته على عيب الناس أكبر.
يا عبد الله لا تعجل في عيب أحد بذنبه فلعله مغفور له ولا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلك معذب عليه. فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلي به غيره (3).