شهرا، وإن خرج في تسع وثلاثين كان ملكه تسعة أشهر " * *. * ملاحظة: " يظهر للمتتبع في تاريخ الثورات على العباسيين والصراع بينهم وبين الخط الأموي الذي بقي له وجود ما بعد انهيار حكم بني أمية، وبقي له وجود سياسي في دولة الأندلس يظهر له أن حديث السفياني الموعود كان معروفا عند المسلمين، وأن عدة أشخاص ثاروا على العباسيين بهذا الاسم، ولعل الدافع الأساسي لدعواهم هذه أن السفياني الموعود على رغم مساوئه فهو يغلب بني العباس ويعيد مجد بني أمية. وقد ذكر صاحب كتاب خطط الشام عدة ثورات باسم السفياني منها:
ج 1 ص 154 ثورة علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، الذي خرج في الشام سنة 195 في خلافة الأمين وكان يعرف بأبي العميطر. ومنها ثورة سعيد بن خالد الأموي بعد أبي العميطر. ومنها ما ذكره ص 164 من ثورة المبرقع بالشام أيضا سنة 227 في خلافة المعتصم.
وذكر في ج 2 ص 185 ثورة عثمان بن ثقالة الذي ثار في عجلون بالأردن سنة 816 وادعى أنه السفياني الموعود. وذكر في ج 1 ص 161 قول المأمون العباسي " وأما قضاعة فسادتها تنتظر السفياني وخروجه فتكون من أشياعه " إلى غير ذلك من أحداث ظاهرة ادعاء السفيانية. وقد أخطأ بعضهم كصاحب خطط الشام عندما فسر ذلك بأن ملحمة السفياني وظهوره من الوادي اليابس من موضوعات أنصار الأمويين (راجع ج 1 ص 148) فإن أحاديث السفياني يرويها أعداء الأمويين قبل أصدقائهم. نعم لا يبعد أن تكون الروايات التي تمدح السفياني الموعود أو تقول بتعدده من وضع أنصارهم. كما أن الروايات التي تنفي وجود السفياني كالرواية الأولى في هذه المجموعة يحتمل أن تكون من مقولات الأمويين للتبرؤ من السفياني المذموم، كما يحتمل أن تكون من مقولات العباسيين لنفي أصل رواية السفياني والتخلص من الثورات الأموية باسمه. ونظرا لهذه الظروف التي أحاطت بمسألة السفياني من طرفي الصراع الأموي والعباسي تكون الروايات الواردة عنه من طرق الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أبعد عن الشك، وهي صريحة قاطعة في حتمية أمره، وأسانيدها فيها الصحيح كما سيأتي إن شاء الله، وهي تؤيد الأحاديث التي أوردناها هنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتي حكم علماء الحديث بصحة عدد منها أيضا " 0 * * * 274 " يجتمع للسفاح ظلمة أهل ذلك الزمان، حتى إذا كانوا حيث ينظرون إلى عدوهم، وظنوا أنهم مواقعوا بلادهم، أقبل رأس طاغيتهم لم يعرف قبل ذلك، وهو رجل ربعة، جعد الشعر، غائر العينين، مشرف الحاجبين، مصفار، حتى إذا نظر إلى المنصور في آخر تلك السنة التي يجتمع فيها