وإذ فرغنا من ذكر ما حضرنا من الأحاديث المستفيضة الدالة على رجوع الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله فلنذكر كلمات أعلام الطائفة وأساطين العلم والمعرفة في طول الأعصار الماضية إلى عصرنا هذا فنقول: قد تقدم ذكر قول معلم الأمة الشيخ المفيد رفع الله مقامه المتوفى سنة (413) المذكور في أواخر سيرة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الإرشاد، ج 1، ص 345 أن رجوع الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام مرة كان في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعد وفاته مرة أخرى وسقنا هناك كلامه إلى قوله:
وكان رجوعها [أي الشمس] عليه بعد النبي صلى الله عليه وآله أنه لما أراد أن يعبر الفرات ب (بابل) اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم وصلى عليه السلام بنفسه في طائفة معه العصر، فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس ففاتت صلاة كثير منهم وفاتت الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلموا في ذلك، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى رد الشمس عليه ليجتمع كافة أصحابه على صلاة العصر في وقتها، فأجابه الله تعالى إلى ردها عليه، فكانت في