دراسات في علم الدراية - علي أكبر غفاري - الصفحة ١٨٣
على الرواة مثل ما نقله لهم عن خط علي عليه السلام وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله، أو من خطه وإملاء غيره كالصحيفة السجادية فذكر راويها أنه أملى علي أبو عبد الله عليه السلام الأدعية. وكذا ما قرأه عليه السلام عليهم بطريق الرواية عن أبيه عليه السلان عن آبائه عليهم السلام كما في أكثر روايات السكوني وأضرابه.
وأنت خبير بأن ذلك كله من ضروب السماع دون القراءة، فإن المراد بالقراءة القراءة على الشيخ أو الإمام عليه السلام، لا قراءة الشيخ أو الإمام عليه السلام على الطالب، فما ذكره - رحمه الله - سهو من قلمه الشريف.
وأما الإجازة فقد أذنوا عليهم السلام لشيعتهم بل أمروهم بنقل ما ورد عنهم وما يصدر لأمثالهم بقوله: " الرواية لحديثنا تثبت به قلوب شيعتنا ". وفي الكافي بإسناده إلى أبي خالد، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليهما السلام: جعلت فداك إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام وكانت التقية شديدة، فكتموا كتبهم، فلم ترو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب إلينا، فقال: حدثوا بها فإنها حق. وخبر أحمد بن عمر الحلال " قال: قلت للرضا عليه السلام: الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول، اروه عني، يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال: فقال: إذا علمت إن الكتاب له فاروه عنه " دال على الإجازة أيضا.
وأما المناولة فيدل عليها خبرا ابن عباس المتقدم في المناولة.
وأما الكتابة فوقوعها منهم عليهم السلام في غاية الكثرة، ولذا جعلت من أقسام الخبر كما مر.
وأما الإعلام فقد وقع بالنسبة إلى كثير من الكتب ككتاب يونس في عمل يوم وليلة وكتاب عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي، فإنه عرض على الصادق عليه السلام فصححه واستحسنه، وهو أول كتاب صنفه الشيعة، إلى غير ذلك (1).
وأما الوجادة فالظاهر وقوعها أيضا كما في الفقه المنسوب إلى مولينا الرضا عليه السلام حيث وجده القاضي أمير حسين عند جماعة من شيعة قم الواردين إلى

(1) كونه أول كتاب صنفه الشيعة غريب كما ستعرف في ملحقات الكتاب بعنوان تاريخ - تدوين الحديث.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»