وابن داود ذكره - أيضا - في القسم الثاني من رجاله (1) مع نقله بعضا من عبارة النجاشي، ووقفه عن الكشي.
هذه أهم عبارات الأصحاب في الرجل.
ثم إن هنا أمورا أشير إليها تبعا:
الأول: الذي يظهر من سكوت النجاشي وابن شهرآشوب عن الطعن في مذهبه أنه سالم المذهب عندهما، وذلك لما سيأتي (2) من ديدنهما في هذا الامر، والا فهما مطلعان على كلام الشيخين - الكشي والطوسي -، وكتاباهما بين أيديهما.
الثاني: الظاهر من الشيخ الطوسي أنه في بداية الامر كان يرى سلامة مذهب حنان ثم اطلع على وقفه في رجال الكشي، فنقل عنه ذلك في رجاله، وإلا فهو في (الفهرست) الذي كتبه قبل الرجال، وأخذ على نفسه بيان اعتقاد كل واحد من المصنفين خصوصا إذا كان مخالفا للحق، كما ذكر في مقدمته (3) لم يطعن في مذهبه أو يغمز في معتقده. ويؤيد ذلك توثيقه له، ثم الترحم عليه.
الثالث: بناء على ما تقدم يكون الأصل في رمي حنان بالوقف هو نقل الشيخ الكشي ذلك عن أشياخ حمدويه. ومشايخ حمدويه فيهم من يعتمد عليه، وفيهم غير المعتمد، ولو كان القائل من المشايخ المعتمدين المعروفين كأيوب بن نوح، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب الذين رووا عن حنان مباشرة، وهم أخبر به من غيرهم، فلماذا لم يعين باسمه؟!
ولماذا انفرد حمدويه بهذه النسبة؟!
.