المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٣٣
ربه عز وجل وأقول: انه عبد لا يملك نفعا ولا ضرا، ولا موتا، ولا حياة ولا نشورا.
- وهل تستطيع العبيد ان تفعل ما كان يفعل؟ وهل جاءت الأنبياء بما جاء من القدرة القاهرة؟!. ألم يكن يحى الموتى ويبرأ الأكمه والأبرص، وينبئهم بما كانوا يكنون في صدورهم، وما يدخرونه في بيوتهم؟
فهل يستطيع هذا الامر الا الله عز وجل أو ابن الله؟!.
- وقد كان عيسى أخي كما قلتم يحي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخبر قومه بما في نفوسهم وبما يدخرون في بيوتهم، وكل ذلك بإذن الله عز وجل وهو عبد الله.. غير مستنكف، فقد كان لحما ودما وشعرا وعظما وعصبا وأمشاجا يأكل الطعام ويظمأ وينصب والله باريه وربه الاحد الحق الذي ليس كمثله شئ وليس له ند " -: " فأرنا مثله جاء من غير فحل ولا أب -: " هذا آدم عليه السلام أعجب منه خلقا من غير أب ولا أم، وليس شئ من الخلق بأهون على الله عز وجل في قدرته من شئ ولا أصعب وإنما امره ان أراد شيئا ان يقول له كن فيكون.
" ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون.
فقالوا: " فما نزداد منك في أمر صاحبنا الا تبينا، وهذا الامر الذي لا نقره لك فهلم فلنلاعنك (1) أينا أولى بالحق ونجعل على الكاذبين

(١) يلوح من هذه الرواية ان وفد نجران طلب الملاعنة، ويخالفها روايات شتى ويظهر منها ان الذي طلب المباهلة هو رسول الله (ص) وهذا الذي يظهر من القرآن المجيد.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»