المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٣٧
بنسبة واحدة والذين امتازوا بهديهم واخلاقهم وكمالهم النفسي كانوا افرادا قلائل أولئك النخبة الممتازة ة ومن بين هذه النخبة الممتازة افراد هم الصفوة الصفوة ولباب اللباب هم " أهل بهلة الأنبياء " وموضع عناية الله سبحانه وهداة الخلق إلى الحق لا يقاس بهم أحد ولا يساويهم في المنزلة عند الله أحد وهم " سجية الأنبياء وصفوتهم " الذين اصطفوهم من بين سائر المؤمنين ولو سئل الله بهم سؤال السائلين.
وما كادت تطالع أساقفة نجران ان وجوه أهل بهلة الأنبياء حتى ارتدوا على أعقابهم ترتعد فرائصهم بعد لم يثوبوا إلى رشدهم من الدهشة التي اخذتهم حينما شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى طالعتهم هذه الوجوه المشعة بالنور الرباني في الساعة الحاسمة فاحتوتهم الدهشة ثانية وطاشت عقولهم فقد رأوا وجوها لو سئل الله ان يزيل بها جبلا لازاله.
ودنت اللحظة الفاصلة التي كادت ان تفصل بين عهدين، وتحسم بين مبدأين إلى النهاية ة التي لا تتصل بحد من الزمن، وقد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقول الفصل من امره وأمرهم، ولا بقاء على الدوام الا للأصلح.
ولا شك بان المسيحية لم يبق لها شكلها الروحي، والعالم يحتاج المصلح الذي يطهر العقيدة من دنس الرذائل التي عمت أطراف العالم.
وأسقف نجران أبى وامتنع عن أن يباهل، فان تلمس الحقيقة في الوجوه التي خرجت لتباهله وليس في نجران ولا في غيرها من يدفع لعنة الله الحاطمة والعذاب النازل فيما لو سأل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه ان يجعل لعنته على الكاذبين ورفعت تلك الأيدي للتأمين على دعاء نبيه، وعرفوا انه لن يخطئهم السهم المراش فيما إذا باهلوه وانهم في نقطة التحول، والعقل لا يتصور
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»