سجية الأنبياء وصفوتهم وموضع بهلتهم. فإياكم والاقدام إذا على مباهلتهم.
فهذه لكم امارة فانظروا حينئذ ما تصنعون بينكم وبينهم "!!
هذا قسط من الرأي الصائب والنصيحة الرشيدة وهو كاف للقارئ ان يفهم منه انهم على علم سابق من سيرة الرسل وأوليائهم الذين طبعوا على غرارهم، وجلي بعد هذا ان أهل التخشع هم الصفوة من اتباع الرسل والأنبياء، وموضع ثقتهم وبهلتهم.
وهذه كلمات تلقي ضوءا على جانب كبير من الحق وهي في مجموعها صورة صادقة للحقيقة رسمتها كلمات الله في كتبه المنزلة على أنبيائه ورسله وهي نصيحة على كل حال. ونصيحة موفقة في كثير من نواحيها.
وجدير بمن كان يصطفيهم الأنبياء ان يكونوا القدوة لكل جيل من الأجيال، يجب على المؤمنين الاقتداء بهم والاسترشاد برشدهم وحقيق بالمؤمنين اتباعهم في الطريق التي يسيرون عليها لأنهم لا يدلون الا على خير ولا يرشدون الا إلى حق كما ورد في الحديث عن عمار بن ياسر ".. يا عمار ان سلك الناس كلهم واديا وسلك عليا واديا فاسلك وادي علي وخل عن الناس. ان عليا لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى. يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله " وأصحاب محمد صلى الله عليه وآله أو بتعبير أوسع المسلمون وان بلغوا مئات الألوف في عهد صاحب الرسالة (ص) ولم يكن طريقهم إلى الدين طريقا واحدا ولم يكن هدفهم واحدا ولم يصل الدين إلى أعماق قلوبهم