المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٢٩
واما من بعثه مبعثا بعيدا فكره وجهه وتثاقل " ثم ذكر لهم انه مرسل إلى هرقل وكسرى والمقوقس والحارث الغساني ملك الحيرة، والحارث الحميري ملك اليمن، والى نجاشي الحبشة.
وذكروا انه لما فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة وانقادت له العرب وأرسل رسله ودعاته إلى الأمم، وكاتب الملكين كسرى وقيصر يدعوهما إلى الاسلام أو الاقرار بالخزية أو الاذان بالحرب أكبر شأنه أهل نجران وخلطاؤهم من بني عبد المدان وجميع بني الحرث بن كعب ومن انضوى إليهم ونزل بهم من دهماء الناس على اختلافهم هناك في المذاهب النصرانية من الأروسية والسالوسية والمارونية والنسطورية، وقد امتلأت قلوبهم - على تفاوت منازلهم - رهبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورعبا، وانهم لكذلك إذ وردت عليهم رسل رسول الله (ص) وهم: عتبة بن غزوان وعبد الله بن أبي أمية والهديل بن عبد الله أخو تيم بن مرة وصبيب بن سنان يدعوهم إلى الاسلام، فان أجابوا فإخوان في الله، فان أبوا فإلى خطة الخسف الجزية عن يد وهم صاغرون، وان أبوا فأذنوهم على سواء، وكان في كتابه صلى الله عليه وآله وسلم لهم:
" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فاشهدوا بانا مسلمون " ذعر الأساقفة ذعرا شديدا وهز الكتاب نجران هزا عنيفا فعقدوا مؤتمرا عاما في كعبتهم اجتمع فيه رؤساء نجران، وأهل الرأي من الأقيال
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»