المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٢٨
لم تكن لبلاد دون أخرى، أو لقوم دون آخرين والنصر وإن كان بيد الله، يؤتيه من يشاء من عباده، لكن لا يؤتيه الا لمن أعد له كل عدده.
والدعوة الاسلامية قد بلغت يومئذ من النضوج في النفوس ما يجعل الاسلام دين الكافة من الناس، والدعوة في ذلك العهد تعدت عن دور التوحيد، والوعد والوعيد، إلى النواحي الاجتماعية والأخلاقية والسياسية.
وقد آن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يهئ المسلمين للانتقال العظيم إلى خارج الجزيرة إلى الشمال والى الجنوب.. وآن له ان يبعث في نفوسهم روح النشاط لفتح المملكتين فارس والروم. وآن للمسلمين ان يفهموا ان هذا العلم المبارك الذي يرفرف فوق شبه جزيرة العرب يجب ان يخرج إلى خارجها ليرف أيضا فوق عروش القياصرة والا كاسرة، ثم ليطوف حول حوض البحر الأبيض ثم ينتهي به المطاف إلى ما وراء البحار..
ولم يكن في الدعوة الاسلامية ما يخشى معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدعوة إليه فإنه دين الحرية والمساواة، والبر والرحمة وفك العقل من القيود والاغلال، تتقبله النفوس مرتاحة إليه.. ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليتردد يوما في دعوة الملوك إلى الاسلام ولكنه أراد ان يهئ أصحابه للنهوض فخرج عليهم يوما فقال:
" أيها الناس: ان الله بعثني رحمة وكافة، فلا تختلفوا علي كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم " - وكيف اختلف الحواريون يا رسول الله " - دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه، فاما من بعثه مبعثا قريبا قر وسلم،
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»