المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٣١
خيولهم واقبلوا لوجوههم إلى المدينة " وقالوا: " ولما استراث (1) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر أصحابه انفذ إليهم خالد بن الوليد في خيل سرحها معه لمشارفة أمرهم فألفوهم وهم عائدون " وقالوا أيضا: " ولما دنوا من المدينة أحب السيد والعاقب ان يباهيا المسلمين وأهل المدينة بأصحابهما، وبمن خف من بني الحرث معهما فاعترضاهم وقالا لو كففتم صدور ركابكم ومسستم الأرض فألقيتم عنكم تفثكم (2) وثياب سفركم وشننتم (3) عليكم من باقي مياهكم كان ذلك أمثل، فانحدر القوم عن الركاب، فأماطوا من شعثهم (4) والقوا عنهم ثياب بذلتهم (5) ولبسوا ثياب صونهم (6) من الانحميات (7) والحرير والحبر، وذروا المسك في لممهم (8) ومفاوقهم ثم ركبوا الخيل واعترضوا الرماح على مسابح (9) خيلهم، واقبلوا يسيرون زردقا (10) واحدا، وكانوا من أجمل العرب صورا وأصحهم أجساما وخلقا،

(1) استراث الخبر استبطأه (2) اي أزلتم الوسخ عنكم (3) شن الماء عليه اي صبه (4) الشعث ككتف المغبر الرأس وأماط كشف اي أزالوا الغبرة التي لحقتهم من السفر (5) البذلة من الثياب ما يستعمل كل يوم (6) الثياب التي تحفظ فيهم وتلفت انظار الناس إليهم (7) اتحم الحاثك الثوب وشاه (8) الشعر المجاوز شحمة الأذن فهو لمة فإذا بلغ المنكبين فهواجمة (9) المسبح منتهى معرفة الفرس وقيل هو منتهى منبت العرف تحت القربوس اي وضعوا الرماح على فرابيس الخيل عرضا استهانة بالمسلمين وعدم المبالاة على حد قول الشاعر:
جاء شقيق عارضا رمحه ان بني عمك فيهم رماح والذي يتهيب الامر لابد ان يكون على استعداد فيحمل رمحه متهيئا للطوارئ
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»