المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٤٤
كان لموسى من قبل عيسى أمثال هذه المعجزات وقد خلق الله آدم من غير أب ولا أم فخلقه أبلغ من خلق عيسى.
لقد حاججهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق المنطق والعقل الا انه يلوح انهم ركبوا متن غرورهم وسدروا في الغي جاحدين كل دليل وبرهان، وكأنه كتب على الانسانية ان تبقى على الأعين هذه الحجب والغشاوات التي تصد عن الهدى.
أبو سعيد - ان الامر تعدى عن طوره المعقول وقد أفسد الديانون القائمون على الشرائع وتنفيذها فكرة التوحيد لأهواء نفسية وأغراض شخصية وفكرة الله في الاسلام بلغت غاية المثل الاعلى في صفات الذات الإلهية المقدسة وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله يحمل بكلتا راحتيه القرآن يشع بالنور وسحر البيان وقد بالغ في تقرير ما ينبغي الاعتقاد به في الذات الإلهية كل ذلك بقياس من العقل والمنطق والبرهان الواضح.
ولكن القسس واتباعهم عصبوا عيونهم بعصابة من التقليد فلم يبصروا النور ولا تلمسوا الهدى الذي يدعو إليه القرآن، وقد غلبت على عقولهم فتنة البذخ والترف الذي هم عليه.
ان هذه المتع الجوفاء التي تحجب عن الابصار الضوء، وعن القلوب النور وهذه المعالم الفاخرة تسهل السبل للانسان من أن ينغمس في النعيم الزائل، أفلا تنظر إليهم وما من واحد منهم الا ويهمس في اذن الاخر مشيرا إلى حالة المسلمين الزاهدة، وكيف يولى بني المسلمين الدنيا ظهره معرضا عنها؟. ولقد حدثني بعض من أرسله النبي إلى نجران ان أحد رجال هذا الوفد التفت إلى محدثه وقال
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»