وهي دين سامي متقشف دعى إلى الزهد والمسالمة " اترك القيصر لقيصر وما لله لله " " ومن ضربك على خدك الأيمن فادر له الأيسر " ولم يكن فيها اي جدل في طبيعة السيد المسيح ولكنها اصطدمت بمدرسة الإسكندرية - وكانت ملتقى ثقافات ومجمعا من مجامع العلم والحركة الفكرية - والتقى الفكر السامي القائل بطبيعة واحدة بالفكر الروماني الوثني، ولم تخرج المسيحية بريئة من هذا المجتمع وإنما تلقحت بالتثليث وبهذا تزحلقت النصرانية عن سموها الروحي وهوت من علياء مراتب الايمان الكامل إلى الجدل في المسيح وأمه عليهما السلام وعبادة الصور مما قربها إلى الوثنية.
ولم تكن النصرانية من قبل تعرف الصور ولكن المؤتمرات التي كانت تعقد تباعا وتقرر بشأن طبيعة المسيح عليه السلام هي التي كانت تقرر ادخال الصور وبعض المؤتمرات كان ينفيها والذي يلوح انه كان للأهواء الشخصية اثر كبير في ذلك.
وقد انشقت النصرانية على نفسها إلى فرق عديدة: فرقة يرون ان المسيح هو الله وان الله والانسان اتحدا في طبيعة واحدة هي المسيح.
وأخرى قالت إن للمسيح طبيعتين متميزتين الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية إلى غير ذلك من الفرق، وقد أشار القرآن المجيد ورد عليها فقال: " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم.. وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
وما للظالمين من أنصار. لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد. قل فمن يملك من الله شيئا ان أراد ان يهلك المسيح بن