المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٣٠
واجتمع من القبائل من عك وحمير وأنمار ومن دنا منهم سببا ونسبا، فكان مؤتمرا عاما اشتوروا فيه وأفاضوا فيه الرأي والجدل العنيف في حديث مفصل بجده القارئ في خاتمة هذا الكتاب (1) ويلوح لنا ان المشادة كانت عنيفة بينهم فيما يجب ان يتخذوه من حيطة ليأمنوا غزو الاسلام، وليحتفظوا بكعبتهم " لأنهم أصابوا بموضعهم من دينهم شرفا ووجها عند ملوك النصرانية جميعا. " ويلوح أيضا انه كان في هؤلاء الأساقفة من هو مؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم مصدق بدعوته.
وذكروا انه اجتمع عامة الناس على السيد والعاقب يسألونهما - بعد هذا الجدال العنيف - " عن رأيهما وما يعملان في دينهم فقالوا لهم " تمسكوا بدينكم حتى يكشف لنا دين محمد وسنسير إلى يثرب وننتظر ما جاء به وفيما يدعوا إليه " قالوا: " وتجهز السيد والعاقب والأسقف ومعهم أربعة عشر راكبا من نصارى نجران وسبعون رجلا من اشراف بني الحرث بن كعب وساداتهم - وفيهم قيس بن الحصين ويزيد بن عبد المدان - فاغترز (2) القوم ظهور

(١) أهمل المؤرخون هذا المؤتمر كما أهملوا كثيرا من الحقائق الأخرى ومروا بيوم المباهلة وبالمؤتمر مرورا عابرا ونحن وضعنا هذه الرسالة لنقدم للقراء هذا المؤتمر المنعقد في نجران بما فيه من حوار وإشادة بفضل آل رسول الله وصدق رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
(2) غرز الرجل رجله في الغروز - الركاب - وضعها فيه
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»