واجتمع من القبائل من عك وحمير وأنمار ومن دنا منهم سببا ونسبا، فكان مؤتمرا عاما اشتوروا فيه وأفاضوا فيه الرأي والجدل العنيف في حديث مفصل بجده القارئ في خاتمة هذا الكتاب (1) ويلوح لنا ان المشادة كانت عنيفة بينهم فيما يجب ان يتخذوه من حيطة ليأمنوا غزو الاسلام، وليحتفظوا بكعبتهم " لأنهم أصابوا بموضعهم من دينهم شرفا ووجها عند ملوك النصرانية جميعا. " ويلوح أيضا انه كان في هؤلاء الأساقفة من هو مؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم مصدق بدعوته.
وذكروا انه اجتمع عامة الناس على السيد والعاقب يسألونهما - بعد هذا الجدال العنيف - " عن رأيهما وما يعملان في دينهم فقالوا لهم " تمسكوا بدينكم حتى يكشف لنا دين محمد وسنسير إلى يثرب وننتظر ما جاء به وفيما يدعوا إليه " قالوا: " وتجهز السيد والعاقب والأسقف ومعهم أربعة عشر راكبا من نصارى نجران وسبعون رجلا من اشراف بني الحرث بن كعب وساداتهم - وفيهم قيس بن الحصين ويزيد بن عبد المدان - فاغترز (2) القوم ظهور