تصرف خالد بن الوليد استنكارا واسع النطاق في صفوف المسلمين.
ولم يحدث بالنسبة إلى الإمام علي بن أبي طالب في حروبه كلها أن حمل إليه رأس أو أمر بقطع رأس أحد، أو رضي فعل ذلك.
نعم حدث في حروراء حين أوقع الامام بالخوارج أنه أمر بقطع يد المخدج (نافع المخدج)، وقال: (سيماه أن يده كالثدي، فيها شعرات كشارب السنور، إيتوني بيده المخدجة، فأتوه بها فنصبها) (1).
وهذه الواقعة من دلائل النبوة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله عن الخوارج وأن (آيتهم رجل إحدى يديه - أو قال ثدييه - مثل ثدي المرأة...) وقد روى الحديث في شأنهم وممن روى ذلك البخاري في كتابه (2)، ويبدو أن الامام عليا أمر بنصب يده لاظهار صدق خبر النبي صلى الله عليه وآله ولينزع الريب من قلوب بعض أصحابه الذين تساءلوا عن سلامة موقفهم، وقد قتلوا قوما يظهرون الاسلام فأراهم بنصب يد المخدج لهم أنهم قاتلوا القوم الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقراره بنصب يد المخدج قرار سياسي لتأكيد معنى ديني يتصل بصدق رسول الله صلى الله عليه وآله.