ولذا فإننا نرجح أن أكثر من شارك في ثورة كربلاء من الحجازيين غير الهاشميين - كان من موالي بني هاشم.
لقد خرج الحسين من الحجاز ثائرا على حكم يعرف الجميع ضرورة الثورة عليه، ومع ذلك لم يخرج معه أحد، ولم يثر خروجه أي حماس أو اندفاع.
وقد وجه الحسين نداء الثورة إلى أعيان البصرة ورؤسائها (رؤوس الأخماس) والاشراف... فكل من قرأ ذلك الكتاب من اشراف الناس كتمه، غير المنذر بن الجارود، فإنه خشي - بزعمه أن يكون دسيسا من قبل عبيد الله، فجاءه بالرسول من العشية التي يريد صبحيتها أن يسبق إلى الكوفة وأقرأه كتابه، فقدم الرسول فضرب عنقه... (1) كان هذا موقف قيادات البصرة من الثورة. وإذا كان هذا الموقف يبدو طبيعيا إلى حد كبير من رجال لا يريدون أن يفرطوا بمراكزهم في الدولة والمجتمع فإن الامر يبدو أدعى إلى الدهشة حين نلاحظ موقف الشيعة البصريين كما يبدو من خلال النص التالي الذي نقله الطبري عن أبي المخارق الراسبي، قال: (اجتمع ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها مارية ابنة سعد - أو منقذ - أياما، وكانت تشيع، وكان منزلها لهم مألفا يتحدثون فيه، وقد بلغ ابن زياد اقبال الحسين، فكتب إلى عامله بالبصرة أن يضع المناظر ويأخذ بالطريق، قال: فأجمع يزيد بن نبيط الخروج، وهو من عبد القيس، إلى الحسين، وكان له بنون عشرة فقال أيكم يخرج معي؟ فانتدب معه ابنان