أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٢٣٠
فالكتاب الذي وجهه عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد مع شمر بن ذي الجوشن يتضمن أمره لعمر بأن يدعو الحسين وأصحابه إلى الاستسلام، فأن أبوا: (فازحف إليهم حتى تقتلهم، وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإنه عاق مشاق، قاطع ظلوم، وليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا، ولكن علي قول: لو قد قتلته فعلت به هذا...) (1).
فالكتاب يتضمن الامر بالتمثيل، ويتضمن الامر برض صدر الحسين وظهره بحوافر الخيل.
وقد نفذ الأمر الثاني بدقة بناء على أوامره مباشرة وصريحة من عمر بن سعد، وقام بالمهمة البشعة عشرة رجال سمى الطبري منهم رجلين حضرميين (2).
وأما التمثيل بالقتلى، فهل المقصود به قطع الرؤوس؟ إذا كان ذلك فقد نفذ أيضا، ولكنه لم ينفذ بدقة، فلم تقطع رؤوس الجميع، إلا أننا نشك في أن المراد بالتمثيل قطع الرؤوس، ونرجح أن هذا الاجراء قد نفذ استنادا إلى أمر لم تصل إلينا صورة عنه.
هل هو إجراء إنتقامي؟ لا نشك في أنه إجراء إنتقامي بعث عليه

(1) الطبري: 5 / 415.
(2) الطبري: 5 / 454 - 455، والرجلان هما (إسحاق بن حياة الحضرمي - وهو الذي سلب قميص الحسين - فبرص بعد - وأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي...) وبقية العشرة هم: (هاني بن ثبيت الحضرمي، وسالم بن خيثمة الجعفي، وصالح بن وهب الجعفي، وحكيم بن الطفيل السنبسي الطائي) وهؤلاء الستة من اليمن، من عرب الجنوب (وعمرو بن صبيح الصيداوي الأسدي، ورجاء بن منقذ العبدي) وهذان من عرب الشمال (وواخط بن غانم وأسيد بن مالك) وهذا إن لم نعرف انتماءهما القبلي - ونلاحظ غلبة العنصر اليمني في هؤلاء الرجال.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة