الحقد كما هو الشأن في رض الأجساد بحوافر الخيل والتمثيل بها، ولكننا نرجح أنه ليس إنتقاميا فقط لا غاية له إلا الانتقام وإرواء غليل الحقد، إنه فيما نرى إجراء انتقامي له غاية سياسية أيضا.
فإن رجال النظام الأموي. وعلى رأسهم يزيد بن معاوية، كانوا يرون أن ثورة الحسين يمكن أن تقوض النظام كله، وكانوا يقدرون أن ما نسميه الآن (الحالة الثورية) حالة منتشرة في مجتمع العراق بصورة خطيرة، وإن كانت بحاجة إلى تحريض لتتحرك وتعبر عن نفسها في حركات ومواقف، ولذا فإن أي تحرك تقوم به قوة ذات نفوذ إسلامي يمكن أن يجمع الطاقات الثورية، ويعطيها قوة الحركة نحو إنجاز ثوري كبير الحجم، ولذا فإن ثورة الحسين، ولقائدها مركز معنوي كبيرا جدا في المجتمع الاسلامي، تشكل بالنسبة إلى النظام الأموي خطرا بما يمكن أن تؤدي إليه من تفاعلات ينشأ منها تصعيد الروح الثورية وإعطاء جماعات الثوريين في المجتمع الاسلامي أملا كبيرا في الانتصار بوجود قيادة ذات رصيد معنوي كبير لدى المسلمين. كما أننا نقدر أن رجال النظام الأموي قد عملوا أن الجماعة الثائرة مع الحسين تمثل في غالبيتها رجالا قياديين يتبوؤن مراكز زعامة في المجموعات القبلية الجنوبية والشمالية، وأن لهؤلاء أتباعا يتأثرون بمواقفهم لهذا أراد رجال النظام أن يقضوا على كل أمل. عند الجماهير بنجاح أي محاولة ثورية، وذلك بجعل أبطال هذه المحاولة عبرة للآخرين.
فحشدوا للقضاء على القوة الصغيرة في كربلاء أضخم قوة عسكرية استطاعوا توفيرها في هذا الزمن القصير، وقد تقدم منا أننا نرجح أن عدد